مدونةالبرمجةتطوير الألعاب

كيف تصبح مصمم ألعاب ناجح

 

دور مصمم الألعاب Game Designer

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يبقى الدور العام لمصمم الألعاب Game Designer هو كيفية عمل اللعبة بشكل صحيح أثناء عملية تصميمها، فهو يقوم بوضع الأهداف Objectives و القواعد Rules و الإجراءات Procedures ، ويقوم بوضع القصة وإعطاءها الحياة وهو أيضاً المسؤول عن التخطيط لكل ما يجعل اللعبة مقبولة، وهو من يقوم ببناء المرحلة Level Design سواءً بناءها على أسس الهندسة المعمارية أو رسم سكيتشات على الورق Blueprint، وهو أيضاً يقوم بتنسيق القصة (السيناريو العام) للعبة. فكل من كان يحلم في عمل مميز في هوليوود أصبح الآن بإمكانه فعل ما يريده بواسطة كتابة سيناريو القصة وإخراجها بشكل كامل، التخصصات السابقة أصبحت الآن متجزءة بشكل تخصصات كاملة، كل شخص مسؤول عن إحداها، لكن مطور الألعاب الناجح يجب أن يكون ملم بتفاصيل كل تخصص من باب تعلم شيء عن كل شيء، ولكن ما هي الأمور المطلوبة لتصبح مصمم ألعاب؟ وما هي المواهب والقدرات المطلوبة؟ وما هي أفضل طريقة لتصميم لعبة؟ هذا كله سنكتشفه من خلال هذه المقالة.

مصمم الألعاب يضع نفسه بدل اللاعب

يتمركز دور مصمم الألعاب وقبل كل شيء أن يتصرف وكأنه اللاعب، فالمصمم يجب أن يشاهد لعبته من زاوية أخرى وهي الزاوية التي يرى بها اللاعب Player هذه اللعبة، وعلى الرغم من أن هذا شيء سهل ولكنه للأسف يتم تجاهله، مما قد ينتج فجوة كبيرة في اللعبة بسبب هذا الخطأ البسيط، من البسيط أن نقوم بالتأكد أن تصميم الجرافيكس والقصة والبرمجة تسير بشكل صحيح، ولكننا نغفل عن أهم ميزة في اللعبة، وهي وجود الإثارة التي تدمج جميع ما سبق لنخرج بشيء متميز. وكمصمم ألعاب Game Designer فإن الجزء الأكبر من دورك يتمثل بالتركيز والحفاظ على تجربة اللاعب User Experience وملاحظة الأمور التي سيكتسبها من عملية اللعب، وأيضاً يجب أن لا تجعل الأمور التقنية (جرافيكس، وتأثيرات، وبرمجة) تطغى على هذا الجانب. دع كل شخص يهتم بتخصصه، فدع مسؤول الرسوميات Art Director يبدع بالتخيلات، ودع المنتج Producer يهتم بالميزانية، ودع المدير التقني Technical Director يهتم بمحرك الألعاب ومشاكله فمهمتك الأساسية هي أنه عندما يتم تسليم اللعبة للاعب يجب أن يندهش من طريقة اللعب Game play وببساطة أن يقول: !!Wow ولا يدع اللعبة في وقت قصير. وعندما نذكر مصطلح Game play يجب مباشرة أن يتبادر لذهنك الأمور التي سيكتسبها اللاعب من خلال لعبة وما هي الخبرات والأسس التي سيجدها في اللعبة.

 

مختبري اللعبة Game Testers

أي لعبة يجب أن تحتوي على من يختبرها Game Testers، وهم الأشخاص الذين يقومون بلعب اللعبة كاملة واستخراج الخلاصة إن كانت عن طريق زيادة أمور.. أو تصحيح أمور أخرى، وأيضاً هناك منظور مختلف عندما تقوم بمشاهدة شخص غيرك يقوم بعملية اللعب، فستولد أمور لم تكن تحسبها والتي من هدفها إثراء لعبتك. فستقوم بملاحظة اللاعب في تصرفاته، وعلى ماذا يركز، وما الأمور التي قد تسبب له حالة ملل، فكل ما يقوله يجب أن تدونه وتأخذه بالحسبان، فهو سيكون دليلك لتسليط الضوء على هذه الجوانب. وإن كنت تريد أن تكون في موقع مختبري اللعبة فيجب عليك وضع الأهداف الرئيسية التي ستقوم بها، وبالنهاية يمكنك أخذ جميع ميزات المختبر لتصبح مصمم ومختبر في نفس الوقت.

وهناك الكثير من المصممين الذي لا يدرجون الـ Game Tester بعملية تصميم اللعبة، لربما بسبب ضيق وقت العمل، أو أنه لا يريد أن يقوم المختبر بإزالة أشياء يظنها المصمم تضفي إيجابية على اللعبة، أو لربما أنهم يعتقدون أن ذلك سيكلفهم الكثير من النقود، أو أن اعتقادهم بأن عملية الاختبار تأتي ما بعد التسويق ومن خلال اللاعبين عبر العالم ولكنهم فعلياً يقومون بتضييع المزيد من الوقت والمزيد من التكلفة وأيضاً الكثير من الإبداع المتوقع من مختبري اللعبة، وذلك بسبب أن اللعبة ليست بطريق واحد للاتصال One-way بمعنى أنه ليس عليك طرح اللعبة ومن ثم إنتظار قدوم النقود!!، وليس الأمر أن يقوم المصمم بالتأكد من أن كل جزء من الأجزاء الوظيفية باللعبة تعمل بنجاح، الأمر يكمن في إيجاد الميزات التي يحب اللاعب أن تكون موجودة في لعبته المثالية Game Play وبالتأكد هذا لن تقوم بإكتشافه إلا من خلال الـ Game Tester.

فمصمم الألعاب يمكن تشبيهه بأنه المسؤول التنفيذي لحفلة معينة، فمهمته الأساسية التأكد من أن كل شيء جاهز: الطعام، والعصير، والزينة، وتهيئ الجو العام، وفي النهاية يفتح الأبواب لإستقبال المدعوين للحفل ليروا ما في الداخل، والنتائج على الأغلب لا يمكن التنبؤ بها أو تصورها، واللعبة مثلها مثل الحفلة، ولكن أي نوع من أنواع الحفلات؟ وهل فعلا سيستمتع المدعوون بهذه الحفلة أم أنهم  سيحاولون الهرب من الحفلة بعجالة من أمرهم؟ هل سيسهرون ويتبادلون الأحاديث بين بعضهم ويتمنون أن لا تنتهي هذه الليلة؟

دعوة أصدقائك لتجربة لعبتك، و معرفة ردود الفعل ولحظات الصمت ومطابقتها على أرض الواقع هي فعلا أفضل طريقة لتدرك كيف تسير لعبتك ولكي تصبح مصمم محترف. وبمجرد إستعدادك لسماع الآخرين والتعلم من نقدهم لها سيساعد ذلك لعبتك على النمو السريع والإيجابي. وعملية تصميم الألعاب تشبه دورة الحياة بشكل كبير، فهي تمر في مرحلة تطوير، ولا يوجد قواعد معينة وتكنيكات مطلقة، وكمصمم فإن الخيار مفتوح على مذراعيه لتبتكر طرقك الخاصة. هذا لا يعني أن تأخذ كل نصائح أصدقاءك على محمل الجد، فلديهم أذواق مختلقة، ويجب أن تأخذ غالباً ما يتوافق مع قواعدك وتطلعاتك المستقبلية للعبتك.

 

المهارات

ما هي الأمور المطلوبة لتصبح مصمم ألعاب؟ بالطبع لا يوجد إجابة واحدة، وأيضاً لا يوجد طريق واحد للنجاح، فهناك بعض المزايا والمهارات المشتركة في مصمم الألعاب المتميز، أولها يكمن في حب الألعاب نفسها، فإذا كنت لا تُحب ذلك، فلن تستطيع أبداً النجاح في هذا الأمر لأنك لن تقوم بالجلوس الساعات الطويلة لتقوم بالإبداع واختراع اللعبة وإعطاءها حقها.

كشخص عادي ليس له علاقة بهذا الأمر، يبدوا الأمر قليل الشأن، فمن يقوم بالنظر إلى مختبري الألعاب، يظنهم أنهم يلعبون ويضيعون الوقت الطويل ولا يدركون أن هذه العملية ضرورية وهي جزء لا يتجزأ من مرحلة تصميم الألعاب، فكونك مصمم ألعاب يجب أن تبقى بالك مشغولاً دائماً حول مشروعك، ويجب أن يكون قلبك للمشروع، ولا ننسى أنه ستمر عليك ساعات ضغط خصوصاً في نهاية المشروع تتطلب منك الصبر وانتظار النتائج المتوقعة، فبناءً على السابق، فإنه يجب عليك تطوير مهارات معينة، فحبك للألعاب لا يعتبر المهارة الوحيدة المطلوبة منك فهناك عوامل أخرى منها:

1 – مهارة التواصل مع مختلف الأشخاص

من أهم مزايا مصمم الألعاب أنه يمتلك القدرة على التواصل مع كل شخص تعتقد أنه سيضفي نجاح على لعبتك، بالتالي يجب أن يكون إيجابي التعامل لدرجة المرونة معهم ككل، لأنك ستقوم بعرض فكرة اللعبة على أنواع مختلفة من طرق التفكير، لأنك ستعرض لعبتك على: قريق عملك، والإدارة، والمستثمرين، وربما أصدقائك وعائلتك. ولمواجهة ذلك، يجب أن تتميز بالإقناع ووضوح لغة التفسير، أي أن يكون تفسيرك للعبة منطقي وواضح ومبسط حسب طبيعة تفكير الشخص المقابل، وأن تكون مقدم وعارض ناجح للمشروع. فهي الأمر الوحيد الذي من هدفه أن يؤمن لك تغطية كافية للموضوع مع دعم مادي من الأطراف المعنية، ويجب أن تدرك أن كل شخص ينظر للعبتك من منظور مختلف، فالممول يختلف عن صديقك!

ومهارة الإتصال لا تقتصر على الكتابة وفن الخطابة، بل هي تعني أيضاً فن الإستماع والإستعداد للتناقش بوسطية ومنطقية، فإستعدادك لسماعك رأي مختبري اللعبة Game Tester ولزملائك في الفريق Teammate سينتج أفكار جديدة وباتجاهات جديدة، فما هي ردة فعلك عندما تسمع شيئاً لا تحب سماعه؟ نحن نعلم أنه من الصعب أن نقدم بعض التنازلات، ولكن هنا الأمر مختلف ويجب عليك التنازل في هذا الموضوع لأنه من هدفه زيادة الإنتاجية، وفي الحقيقة أن معظم مصممي الألعاب يعتقدون أنه لا يجب التنازل أبداً عن الرأي والأفكار التي جمعها، ولكن التنازل مطلوب في بعض الأمور فإن كان الرأي الجديد جيداً فسيقوم بإضافة أفكار من هدفها أن تعطي الإبداع للعبة. فعلى سبيل المثال، قد ترى أن بعض التأثيرات من هدفها أن تقوم بإضافة أشياء مفيدة للعبة تجعلها أجمل، ولكن من الناحية التقنية Technical، لا يمكنك فعل ذلك لأنها مكلفة على نوع الجهاز الذي ستنزل عليه اللعبة، ولربما أن الوقت غير كافي لعمل، ولكن ماذا لو قدّم المبرمج طريقة ثانوية للتأثيرات التي تريد بحيث تكون قابلة لبرمجتها وبوقت قصير وبكلفة أقل؟ هل ستحتفظ برأيك الأول في ظل هذه المعطيات؟ في النهاية يكمن هدفك في إيجاد الفكرة المناسبة التي يمكن تكييفها من كل متطلبات العمل، فيجب أن تصغي لأي رأي جديد من هدفه إنجاح المشروع.

2 – مهارة العمل ضمن فريق

صناعة الألعاب هي مجال من أهم المجالات التي يمكن من خلالها أن تفهم معنى وفائدة العمل داخل فريق متكامل، حيث كل شخص مسؤول عن مجال هو مختص به، فمن العلوم المتخصصة بمجال الحاسوب هناك من سيقوم ببرمجة الجرافيكس، وهناك من سيقوم بالتصميم، ومن سيقوم بالبرمجة، ووضع أسس الذكاء الإصطناعي ومن سيقوم بصناعة الشخصيات وتحريكها، وهناك من سيقوم بدعم اللعبة وتأمين الجانب المادي لها، وهناك من سيقوم بتسويقها، وهناك من سيقوم بتسليمها ليد اللا عب !! فهناك مجموعة متسلسلة من التخصصات، تعتبر كلها كالجسد الواحد يكمل بعضه بعضاً.

ولأنك مصمم ألعاب، فستقوم بالتعامل مع معظم التخصصات السابقة وستفهم أنه لكل شخصية وجهة نظر مختلفة عن سابقتها وطريقة تفكير تناسب المنظور الذي يرى منه، فعندما تتحدث مع مبرمج في قضية، ستجد إختلافاً في الرأي بينه وبين المنتج الذي يهتم بتأمين الجانب المادي، وهنا يأتي دورك لتكون حلقة الوصل بين جميع الشخصيات والوسيط بينهم للتأكد من أن هذه المجموعة كلها ستقوم بعمل اللعبة كما هو متوقع إلى النهاية.

3 – قادر على معالجة الأمور عند الضرورة

في أغلب الأحيان وعندما يكون عندك حط زمني معين للمشروع Deadline ، ستضطر لأخذ قرار أحياناً يؤثر سلباً على جودة اللعبة ككل أو على سير عملية التطوير، ومن شأنه أن يولد مشاكل مستقبلية تستمر بالظهور واحدة تلو الأخرى حتى تصبح اللعبة ككل مجموعة من المشاكل لا يمكن حلها!!، فالألعاب نظامها ضعيف، وكل العناصر ترتبط إرتباطاً وثيقاً ببعضها، فعند ظهور خلل في عنصر معين، سيؤثر هذا العنصر سلبياً على كل العناصر وبالتالي على كل المشروع، وهذه القضية خطيرة خصوصاً في المراحل النهائية لتصميم اللعبة، فحين ينفذ الوقت ستظهر بعض المشاكل التي لم تتمكن من حلها، وستضطر لحذف بعض المراحل وبعض العناصر للحفاظ على العناصر التي تم تصميمها بشكل سليم، إنها كارثة حقيقية، ولكنها بالنهاية تساعدنا على فهم سبب إحتواء الكثير من الألعاب على تناقضات والتي غالباً ما تميت اللعبة قبل وصولها للسوق (Dead On Arrival (D.O.A بفترة وجيزة.

4 – قادر على الإستنباط من حوله

مصمم الألعاب غالباً يرى العالم بطريقة مختلفة عن الأشخاص العاديين، وهذا يرجع لسببين، السبب الأول أن عمله يتطلب ذلك، والسبب الثاني أن فن تصميم الألعاب يتطلب شخص قادر على التحليل وربط الأمور الموجودة في الأنظمة المعقدة (نظام العمل)، وإيجاد الإيحاء المناسب لإعطاء تفاعل مشترك. فعندما ينظر مصمم الألعاب إلى النظام والبيئة من حوله، فإنه يرى تحدي ويرى أفكار لألعاب جديدة، فمفهوم الألعاب موجود في كل مكان حولنا: من طريقة إدارتنا لأموالنا، إلى تشكيل العلاقات، ومن طموحات الشباب والمكافحة لأجل تحقيقه. وبالتأكيد هناك قواعد، فإن أردت أن تصبح مسوق ناجح فيجب عليك معرفة الأسهم والمستندات والتداول وتنبؤات الأرباح ومكاتب الملكيات الفكرية وغيرها، فعندما تقوم بالتداول في سوق العملات بدون الخوف من خسارة أو ما إلى ذلك، والأمر مشابه لمفهوم الألعاب، وأيضاً مشابه عندما تحاول كسب قلب صديق، فيتوجب عليك أن تتمتع بالخطابة الممتازة والمهارة الإجتماعية على التواصل، وفي حال فهمت حالته الإجتماعية وطريقة تفكيره، فأنت في طريق النجاح للحصول على قلبه.

إن أردت أن تصبح مصمم ألعاب مميز حاول أن تقوم بالنظر للعالم من حولك على أنه لعبة كبيرة جداً تحتوي مهمات ومستويات ومراحل مختلفة. حاول تفسير الوظائف الأساسية والمهمة في حياتك، وحاول إكتشاف القواعد التي تقوم عليها، حاول معرفة كيفية عمل الآليات والإلكترونيات، بإستنتاجك لها ستحصل على إمكانية بناء أنماط  وأفكار جديدة لم يتم التفكير بها سابقاً، كل ما عليك فعله هو كتابة ملاحظاتك وتحليلاتك ومعرفة أساساتها وستصبح بإذن لله من أنجح المصممين.
لكن لماذا لا نقوم بالنظر إلى الألعاب الموجودة في السوق على أنها مصدر للإلهام؟ فعلياً إن قمت بذلك فستقوم بعمل فكرة تم إيجادها سابقاً وبالتالي لن تحصل على ميزات الأفكار الجديدة، حاول أن تقوم بالنظر حولك وإكتشاف شيء جديد، ودائماً إجعل الحياة المحيطة بك هي مصدر لإلهامك لا ألعاب سابقة تم عملها. ومن أهم القضايا التي تلهم مصمم الألعاب بأفكار جديدة هي: العلاقات الإجتماعية، طريقة جمع النقود، البيع والشراء، المنافسة في العمل، وغير ذلك. مع ملاحظة أن كل ثقافة وبلد وطبيعة في العالم يمكن أن تغرس فيك فكرة لعبة جديدة، فيمكنك بالتالي إختيار أي فكرة تراها جيدة وتقوم بتطبيقها.
فمثلاُ في طبيعة الأرض أفكار مشعبة ومعقدة وكثيرة مثل: مستعمرات النمل، فهم منظمون إلى مجموعة من القواعد، وهم يتنافسون ويسعون لإثبات أنهم الأ فضل من خلال جمعهم الكثيف للغذاء، ويتنافسون مع مستعمرات أخرى لإثبات قدرتهم على العيش، والأمر نفسه مع كل أنظمة الحياة، من طرق إثبات القدرة على الحياة لدى الأسود الإفريقية إلى فعل ذلك لدى القطة الموجودة في أزقة الطرق.
قم بدراسة الأنظمة السابقة وقم بتقسيمهم: لعناصر objects و علاقات relationships، وسلوكيات behaviors، وإلى غير ذلك. وحاول إكتشاف كيفية التفاعل مع العناصر الأخرى، فلربما تخلق أساس لفكرة جديدة، وهذا الشيء نفسه عندما تنظر كيف يتم التعامل مع الأشخاص في مجال السياسة، وفي مجال الفن، وفي العلاقات الإجتماعية مثل الزواج، فهناك قصة لعبة في كل علاقة. من خلال إستنتاجك لجميع ما سبق، فإنك لا تكتسب زيادة المهارة في كونك مصمم ألعاب فحسب، ولكنك تفتح أفاقاً جديدة وتخيلات في ماهية لعبتك و قواعدها وطرق تصميمها.

5 – قادر على الإبداع

عامل الإبداع هو أصعب العوامل قياساً، ولكن بالنهاية أنت بحاجة لهذا العامل في لعبتك لتحصل على فكرة جميلة، وكل شخص يبدع بطريقة تختلف عن الآخر، فلا يمكننا القول أن هذا شخص مبدع وهذا لا، فبعض الناس يأتون بالعديد من الأفكار وهو في الحقيقة لم يقم بالبحث والإستكشاف، وآخر يأخذ فكرة واحدة ويقوم بإكتشاف جميع الحقائق التي تتعلق بها، بعضهم يقوم بحبس نفسه في غرفة ويقوم بالتفكير، وبعضهم يقوم بالتحاور في نفس الفكرة مع مجموعة للوصول لأمور موحدة بين الجميع.بعضهم يبحث عن خبرات جديدة لينمي خياله، وبعضهم لا يفعل ذلك، ومصمم الألعاب المميز هو من يقوم بالإستفادة من أحلامه السعيدة و السيئة ومن أوهامه ومن مخاوفه وتقديمها على أنها خبرة تفاعلية للغير.

من أكبر وأشهر مصممي الألعاب Nintendo’s Shigeru Miyamoto يقول:
“دائماً ما أنظر لطفولتي ولأحلامي وهواياتي التي تتميز بالإلهام عندما كنت طفلاً، ذهبت لحديقة ووجدت بحيرة كانت لطيفة ومذهل بالنسبة لي أن أعثر عليها وعندما تجولت في البلدان بدون خريطة، حاولت شق طريقي الخاص، ووجدت أشياء مذهلة، وأدركت مدى سعادتي بمغامرة مثل هذه.”
“When I was a child, I went hiking and found a lake. It was quite a surprise for me to stumble upon it. When I traveled around the country without a map, trying to find my way, stumbling on amazing things as I went, I realized how it felt to go on an adventure like this”
وفي كثير من ألعابه قام بالإستفادة مما حلم به ورآه في طفولته.

فكر الآن في طفولتك والخبرات التي إكتسبتها فهل ستجد فكرة من ذكرياتك تصلح للعبة؟ أحد أفضل الإلهامات لأفكار جديدة لمصممي الألعاب هي تذكر التجارب المميزة التي قد مروا بها في حياتهم، ولا سيما أن طفولتهم شهدت أطول فترة لعملية اللعب. فطريقة التفاعل عند الأطفال تتم من خلال اللعب، هذا يجعل الألعاب أهم عامل من الناحية الإجتماعية عند الأطفال، فإن حاولت تذكر طفولتك والنظر ما هي الأشياء التي استمتعت بها، فستقوم بإكتشاف فكرة جديدة لم يقم أحد من قبلك بإكتشافها. ومن طرق الإبداع أيضاً أن تقوم بوضع شيئين متناقضين ولا علاقة لهما ببعض مثل شكسبير وعمر المختار وتجد ما هي العوامل المشتركة بينهم !!

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى